هذا وقد حضر في بحوث الفقه ـ في النجف الأشرف ـ عند الفقيه الشيخ مهدي ابن الشيخ علي نجل الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء ، وهو المشار إليه من قبل الشيخ بعده في المرجعية ، والمتوفى سنة ١٢٨٩ ه ، كما حضر على فقيه العراق الشيخ راضي النجفي والمتوفى سنة ١٢٩٠ ه ، وحضر عند المجدد السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي فقها وأصولا قبل خروجه إلى سامراء.
قال عنه في منار الهدى : سمعت من أستاذي الشيخ محمد تقي القمشئي الأصبهاني قال سمعت من جناب السيد يقول : راجعت ونظرت في الجواهر من أول الطهارة إلى آخر الديات سبع مرّات (١).
«.. وكان قدسسره يدرّس الفقه في الغري السري بلسانه الطلق ويلقي المطالب الجليلة على طلاب مجلسه ببيانه الذلف ، وكانت حوزته الباهرة في هذه الأواخر أجمع وأوسع وأنفع من أكثر فقهاء عصره وفضلاء مصره ، ومن غاية تسلطه في الفقه ومهارته العجيبة أنّه لا يتأمل في المسألة كثيرا بل يمشي سريعا يطوي مراحل الفقه بأهون ما يكون ، وكان يستدل على المسألة الواحدة بنظائر كثيرة لها في الفقه .. (٢)
وقد اتخذ له محلا خاصا للتدريس وهو مسجد الشيخ مرتضى الأنصاري ، وهو نفس المكان الذي اتخذه لنفس الغاية بعده السيد عبد الهادي الشيرازي.
أخلاقه :
لقد كان السيد قدسسره على جانب عال من التواضع ، بحيث أنّه كان يعد نفسه كأحد الجالسين معه ، ولا يستشعر في نفسه كبرا أو أنفة عن البحث والتباحث في أي مسألة ، ولو كان المسائل له أقل الطلبة ، كما كان محبا للخير لأهل العلم خاصة وللناس عامّة ، يبذل أقصى جهده لقضاء حوائج الناس والمرتادين مجلسه ، كما كان يفرّ من
__________________
(١) منار الهدى ؛ الأعلمي : ص ١٥٠.
(٢) المصدر السابق : ص ١٥١.