الزعامة والرئاسة بما عنده من قدرة نفسيّة عظيمة ، حقّا .. لقد أدّب نفسه بآداب أجداده الطاهرين عليهمالسلام ، وكان يهتم جدا بمساعدة الفقراء والمحتاجين ، قاضيا لحوائج المؤمنين ، متفانيا في رد مظالمهم.
وقبل كل ذلك كان على جانب كبير من التقوى والورع عن محارم الله ، بل كان محاكيا المعصوم في فعله ، ملتفتا حتى للنكات الدقيقة والصغيرة في مقام العمل ، مراعيا لها ، سالكا جادّة الاحتياط ، مصداق قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا)(١) ، وفردا جليّا لقوله تعالى : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ)(٢) ، وقد حصّل تلك الدرجات الموعودة له ولأمثاله من العلماء.
قالوا عنه :
قال عنه في أحسن الوديعة (٣) : ... العالم الفقيه والعارف الكامل الوجيه فخر الأعاظم والبحر المتلاطم السيد الأستاذ المولى العماد السيد محمد كاظم بن عبد العظيم الطباطبائي نسبا واليزدي مولدا ومنشأ والأصبهاني تحصيلا والغروي مسكنا ومدفنا ..
وقال عنه الأعلمي في مناره (٤) : عالم فاضل جليل متبحر فقيه ...
وقال عنه السيد الأمين في أعيانه (٥) ـ بعد أن ذكر ولادته ومسقط رأسه ـ : «.. ينتهي نسبه إلى ابراهيم الغمر بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، كان فقيها أصوليّا محققا مدققا انتهت إليه الرئاسة العلميّة وكان معوّل التقليد في المسائل الشرعيّة عليه ، وقبض على زعامة عامّة الإماميّة وسوادهم وجبيت إليه الأموال الكثيرة ممّا يقل أن يتفق نظيره .. ـ ثمّ ذكر بداية طلبه وأساتذته ودروسه ـ إلى أن قال : وكان يصلي الجماعة في الصحن الشريف ويأتم به خلق كثير وتصدى إلى
__________________
(١) العنكبوت : ٦٩.
(٢) المجادلة : ١١.
(٣) أحسن الوديعة : ١ / ١٦٥.
(٤) منار الهدى : ١٥٠.
(٥) أعيان الشيعة : ١٠ / ٤٣ بتصرف.