لما ضاع فيها من قروء نسائكا (١)
يعني من أطهارهن.
قال ابن السّكيت : القرء : الحيض والطّهر ، وهو من الأضداد (٢) (زه) ما اقتصر عليه من الفتح هو المشهور ، ولذا اقتصر عليه صاحبا ديوان الأدب (٣) والصّحاح (٤). وحكى ضمّ القاف جماعة من الأئمة (٥) ففيه لغتان. وفي معناه أقوال لأئمة اللّغة :
أحدها : أنه الجمع.
الثاني : الشيء المعتاد الذي يؤتى (٦) به في حالة بعينها.
الثالث : الوقت.
الرابع : الحيض.
الخامس : انقضاء الحيض.
السادس : الطّهر.
السابع : أنه مقول على الحيض والطّهر بالاشتراك.
وزعم بعضهم أنه يأتي بالفتح الطّهر ، وبالضم الحيض ، قال النّوويّ (٧) في أصل
__________________
(١) عجز بيت صدره :
مورّثة مالا وفي المجد رفعة
وهو بتمامه في الصبح المنير ٦٧ والصحاح واللسان والتاج (قرأ).
(٢) لم أهتد لهذا القول في الأضداد لابن السكيت (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) وانظر الأضداد لأبي حاتم ١١٥.
(٣) ديوان الأدب ٤ ق / ١ ص ١٤٦. ومؤلفه هو :
أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي ، نسبة إلى مدينة فاراب مدينة وراء نهر سيحون. وهو خال الجوهري صاحب الصحاح وأستاذه. له عدة مؤلفات لغوية أهمها ديوان الأدب. وتوفي في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (مقدمة محقق ديوان الأدب).
(٤) الصحاح (قرأ) ، وفيها «القرء بالفتح» ضبط عبارة. وصاحب الصحاح هو :
أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري ، من فاراب إحدى بلدان التركستان. أهم مؤلفاته معجم «الصحاح». مات بنيسابور نحو سنة ٤٠٠ ه. (بغية الوعاة ١ / ٤٧٧ ، ومعجم الأدباء ٦ / ١٥١ ـ ١٦٥ ، وتاريخ الإسلام ١٠ / ٥٣٦ ، وإنباه الرواة ١ / ١٩٤ ـ ١٩٨ ، ومقدمة تحقيق الصحاح لعبد الغفور عطار).
(٥) انظر اللسان والقاموس (قرأ).
(٦) في الأصل «يأتي» وضبطت الياء شكلا بالفتح.
(٧) هو الإمام أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف بن مرّي. إمام أهل عصره علما وعبادة. كان فقيها لغويّا عالما بالحديث. ولد بنوى سنة ٦٣١ ه بسوريا وبها تلقى تعليمه ، ثم انتقل منها إلى دمشق. ومن مصنفاته : روضة الطالبين ، وشرح صحيح مسلم ، ورياض الصالحين ، وطبقات الشافعية ، ومناقب الشافعي. توفي سنة ٦٧٦ ه (المنهاج السوي).