على أن ممن قال إنه بالراء علل ذلك بأنه من بني عزرة (١) وردّ ذلك بأن القياس فيه العزري لا العزيري (٢).
وقد نبهني الأستاذ الدكتور رمضان عبد التواب ـ رحمهالله ـ إلى أن أحد تلاميذه حقق هذا الاسم وانتهى إلى أنه «عزير» بالراء المهملة وذلك لأنه كان يهوديّا يسمى عزرا ، فلما هداه الله إلى الإسلام غير اسمه من عزرا إلى عزير.
هذا وقال بعضهم إنه نطق بالحرفين فقيل عزير وعزيز (٣).
منهج السجستاني في ترتيب الألفاظ :
انتهج علماء غريب القرآن في ترتيب الألفاظ التي انتخبوها نهجين رئيسين وهما :
الأول ـ وفق ترتيب الآيات في المصحف ، وذلك مثل مجاز القرآن لأبي عبيدة ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ، وغريب القرآن لعبد الله بن يحيى بن المبارك ، وبهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب للمارديني ، والتبيان لابن الهائم وهو هذا الكتاب موضوع التحقيق.
الثاني ـ حسب الترتيب الهجائي ، وهذا الأخير كان ذا طرائق قددا :
أ ـ فمنهم من راعى آخر الكلمة ، فرتب على أساسه ، وذلك وفق ترتيب الجوهري للصحاح ومن تبعه كابن منظور في «لسان العرب» والصّغاني في «العباب» والفيروزآبادي في «القاموس المحيط». وقد سار على هذا النهج محمد بن أبي بكر الرّازي ، يقول حاجي خليفة عن كتابه هذا : «ورتب ترتيب الجوهري» وقد قام بتحقيقه الدكتور عبد الله عبد الرحمن بكلية الآداب بجامعة الكويت. والمعروف أن الرازي هذا اختصر الصحاح محافظا على ترتيبه وسماه مختار الصحاح.
ب ـ ومنهم من لاحظ أول الكلمة ، وهؤلاء لم يسيروا وفق منهج معين :
__________________
(١) الأنساب ٤ / ١٨٨.
(٢) طبقات المفسرين ٢ / ١٩٣.
(٣) تاريخ الإسلام ٩ / ٣٨٤.