٢ ـ سورة البقرة
١ ـ (الم) [١] وسائر حروف الهجاء في أوائل السّور : كان بعض المفسّرين يجعلها أسماء للسّور ، تعرف كلّ سورة بما افتتحت به (١). وبعضهم يجعلها أقساما أقسم الله ـ عزوجل ـ بها لشرفها وفضلها ، ولأنها مبادئ كتبه المنزّلة ومباني أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله تعالى ، كقول ابن عبّاس (٢) في (كهيعص) (٣) إن الكاف من كاف ، والهاء من هاد ، والياء من حكيم ، والعين من عليم ، والصاد من صادق (٤) (زه) وقيل غير ذلك.
٢ ـ (لا رَيْبَ فِيهِ) [٢] : لا شكّ (زه).
وقيل : الرّيب : الشّك مع تهمة المشكوك فيه.
٣ ـ (هُدىً) [٢] : رشد (زه) وهو كلّ ما يهتدى به.
٤ ـ (لِلْمُتَّقِينَ) [٢] المتّقي : من يقي نفسه عن تعاطي ما يعاقب عليه من فعل أو ترك. وأصل الاتّقاء : الحجز ، وذكرت هذه في القرآن في مائتين وستة وثلاثين موضعا.
٥ ـ (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) [٣] : يصدّقون بأخبار الله ـ تعالى ـ عن الجنّة والنار والقيامة والحساب ، وأشباه ذلك (زه).
والمؤمن : المصدّق ، والله ـ تعالى ـ مؤمن ، أي مصدّق ما وعد. ويكون أيضا
__________________
(١) في الحاشية : «وقع الاستفتاح بحر [وف] في تسع وعشرين سورة».
(٢) هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وجدّ الخلفاء العباسيين ، كان يسمى البحر لسعة علمه ، ويسمى أيضا حبر الأمة. ولد والنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وأهل بيته بالشّعب من مكة ، وتوفي بالطائف سنة ٦٨ ه. (انظر : أسد الغابة ٣ / ٢٩٠ ـ ٢٩٤).
(٣) الآية الأولى من سورة مريم.
(٤) قول ابن عباس في مجمع البيان ١ / ٣٢.