وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً (١) دَالًّا عَلَيْهِ ، وَهَادِياً إِلَيْهِ ، فَهَدى (٢) بِهِ مِنَ (٣) الضَّلَالَةِ ، وَاسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ؛ ( مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ) (٤) وَنَالَ ثَوَاباً جَزِيلاً (٥) ؛ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ، ( فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) ، وَاسْتَحَقَّ عَذَاباً أَلِيماً ، فَأَنْجِعُوا (٦) بِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِخْلَاصِ النَّصِيحَةِ وَحُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ (٧) ، وَأَعِينُوا عَلى (٨) أَنْفُسِكُمْ بِلُزُومِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ ، وَهَجْرِ الْأُمُورِ الْمَكْرُوهَةِ ، وَتَعَاطَوُا (٩) الْحَقَّ بَيْنَكُمْ ، وَتَعَاوَنُوا بِهِ دُونِي (١٠) ، وَخُذُوا عَلى يَدِ الظَّالِمِ السَّفِيهِ ، وَمُرُوا (١١) بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاعْرِفُوا لِذَوِي الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ ، عَصَمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْهُدى ، وَثَبَّتَنَا (١٢) وَإِيَّاكُمْ عَلَى التَّقْوى ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ » (١٣).
__________________
(١) في « بس » والتوحيد : ـ « نبيّاً ». وفي شرح صدر المتألّهين ، ص ٣٦٨ : « نصب قوله : « نبيّاً » إمّا بالمفعوليّة ، أوالحاليّة ، أو للتعليل ، أي ليكون نبيّاً ، أي مخبراً ، فعيل من نبأ بمعنى أخبر ».
(٢) في التوحيد : « فهدانا ».
(٣) في « ب » والوافي : « عن ».
(٤) الأحزاب (٣٣) : ٧١.
(٥) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ض » والتوحيد : « كريماً ». وفي « بح » : + « كريماً ».
(٦) في التعليقة للداماد وشرح المازندراني والوافي : « فابخعوا » أي فبالغوا في أداء ما يجب عليكم. وفي شرحصدر المتألّهين ، ص ٣٥٩ : « نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء : دخل وأثّر ، وهؤلاء قوم ناجعة ومنتجعون وقد نجعوا في معنى انتجعوا. فعلى هذا يكون أنجِعوا هاهنا في معنى انتَجِعوا ». وفي مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ١١٠ : « فأنجعوا ... من قولهم : أنجع ، أي أفلح ». وانظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٢٨٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٢٥ ( نجع ).
(٧) « الموازرة » : المعاونة ، وحمل ثقل الآخر ؛ من الوزر بمعنى الثقل. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٨٤٥ ( وزر ).
(٨) في التوحيد : ـ « على ».
(٩) في حاشية ميرزا رفيعا : « وتناولوا ».
(١٠) في التوحيد : « عليه » بدل « به دوني ».
(١١) في « ف ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « وأمروا ». وفي « بس » : ـ « و ».
(١٢) في حاشية « ج » : + « الله ».
(١٣) التوحيد ، ص ٣١ ، ح ١ ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر وغيره ، عن عمرو بن ثابت ، عن رجل سمّاه ، عن أبي إسحاق السبيعي. راجع : نهج البلاغة ، ص ٢٦٠ ، الخطبة ١٨٢ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٣٩ ، ح ٣٥٩ ؛ البحار ، ج ٥٤ ، ص ١٦٧ ، ح ١٧ ، إلى قوله : « ربوبيّته ».