يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً ، وَاتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً ، وَاتَّخَذَهُ رَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً ، وَاتَّخَذَهُ خَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ إِمَاماً ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ هذِهِ الْأَشْيَاءَ وَقَبَضَ يَدَهُ (١) ، قَالَ لَهُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (٢) فَمِنْ عِظَمِهَا فِي عَيْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : يَا رَبِّ (٣) ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (٤) ». (٥)
٣ ـ بَابُ الْفَرْقِ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ
٤٤٣ / ١. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) (٦) : مَا الرَّسُولُ؟ وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ : « النَّبِيُّ : الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايُعَايِنُ الْمَلَكَ. وَالرَّسُولُ : الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيَرى فِي الْمَنَامِ ، وَيُعَايِنُ الْمَلَكَ ».
قُلْتُ : الْإِمَامُ مَا مَنْزِلَتُهُ؟ قَالَ : « يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرى ، وَلَايُعَايِنُ الْمَلَكَ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) (٧) ( وَلَا مُحَدَّثٍ ) (٨) ». (٩)
__________________
(١) « وقبض يده » إمّا من كلام الراوي ، أي قبض الإمام عليهالسلام يده. أو من كلام الإمام عليهالسلام ، أي قبض إبراهيم عليهالسلام يده ، يعنى قبض هذه الأشياء بيده ، أو قبض المجموع في يده ، أو قبض الله تعالى يد إبراهيم ، وهو كناية عن كمال لطفه. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص ٤٥٠ ؛ شرح المازندراني ، ج ٥ ، ص ١٤٠ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٦.
(٢) في « ف » : + « قال ».
(٣) في « ف » : + « تقبّل منّي ».
(٤) البقرة (٢) : ١٢٤.
(٥) الاختصاص ، ص ٢٣ ، مرسلاً عن جابر الوافي ، ج ٢ ، ص ٦٩ ، ح ٥١٣ ؛ البحار ، ج ١٢ ، ص ١٢ ، ح ٣٧.
(٦) مريم (١٩) : ٥١ و ٥٤.
(٧) الحجّ (٢٢) : ٥٢.
(٨) احتمل الميرزا رفيعا كونه بياناً للمراد من الآية ، واستبعده المجلسي. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٥٤٣ ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٢٨٨.
(٩) بصائر الدرجات ، ص ٣٦٨ ، ح ٢ ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن تغلب عن