بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (١٥) قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (١٦) وَما عَلَيْنا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (١٧) قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (١٨) قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (١٩))
١٣ و ١٤ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) ... أي مثّل لهم مثالا ، من قولهم : هؤلاء أضراب ، أي : أمثال. وقيل معناه واذكر لهم مثلا. والمراد من القرية قرية أنطاكية فأهلها كانوا عبدة أوثان مثل أهل مكة (إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ) أي حينما جاءهم رسل عيسى عليهالسلام بأمر الله سبحانه فاذكر لهم (إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ) كانا مسمّيين بصادق ومصدّق أو صدوق وقيل يوحنّا ويونس وقيل غيرهما من ياروص وماروص وقد أرسلا لدعوة الناس إلى الله تعالى وتوحيده فسمع الناس منهما مقالة لا يعرفونها فأخذوهما وسجنوهما في بيت الأصنام فبعث الله الثالث فدخل المدينة فقال : أرشدوني إلى باب الملك فأرشدوه إليه. فلما وقف على الباب قال أنا رجل كنت أتعبّد في فلاة من الأرض وقد أحببت أن أعبد إله الملك. فأبلغوا كلامه للملك فقال : أدخلوه إلى بيت الآلهة. فأدخلوه فمكث سنة مع صاحبيه ، إلى آخر الحديث. فإشارته إلى قضية هؤلاء الرّسل الثلاثة. وقوله (فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ) أي قوّيناهما بالرجل الثالث من الحوارّيين (فَقالُوا) أي الرسل قالوا للكفرة : (إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ) أي يا أهل القرية إن الله أرسلنا إليكم لنرشدكم إلى الحق.