١٥ ـ (وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ ...) أي ما ينتظر قومك أو الأحزاب جميعا (إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) فسّر أكثر المفسّرين بل كلّهم الصيحة بالنفخة الأولى التي يموت الخلائق كلّهم بها. وقال الطبرسي رحمهالله : من الآيات الدّالة على عدم تعذيب هذه الأمة بعذاب الاستئصال هذه الآية ، يعني أن عذابهم بالاستئصال مؤخّر إلى يوم النفخ كما قال سبحانه (بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ) ، الآية. بخلاف عقوبة سائر الأمم فانها معجّلة في الدنيا. وتلك الصيحة التي وعدهم بها (ما لَها مِنْ فَواقٍ) أي ما لهم من موت بعدها أو من رجعة إلى الدّنيا مقدار رجوع اللّبن إلى الضّرع ، فإن البهيمة إذا ارتضعت أمّها ثم تركتها حتى تنزل اللّبن فتلك الإفاقة هي الفواق ، ثم قيل لكلّ انتظار واستراحة فواق. ثم إن الآية الشريفة نزلت وعيدا وتهديدا للكفرة فاستهزؤوا بإخباره سبحانه وقالوا :
* * *
(وَقالُوا رَبَّنا عَجِّلْ لَنا قِطَّنا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسابِ (١٦) اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (١٧) إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ (١٨) وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (١٩) وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠) وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (٢١) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا