عليهالسلام. وقال البعض ، كالحسن البصري وغيره : إن هذه كانت خيولا مائيّة أهداها إلى سليمان جماعة من الجنّ. وقوله (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ) أي الخيل. وإطلاق الخير على الخيل لأنّ العرب يطلقون الخير عليه ، ولأن رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة و (أَحْبَبْتُ) هنا بمعنى استحببت مثل ما في قوله تعالى (الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ) أي يؤثرونها. و (عَنْ) في قوله (عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) بمعنى (على) أي اخترت حبّ الخير على ذكر ربّي (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) ذكر الضمير بلا مرجع يذكر قبله لدلالة لفظ (بِالْعَشِيِ) عليه. والمراد بالمرجع هو الشّمس ، وتوارت معناه اختفت واستترت وراء الأفق. أو المراد بالحجاب هو ستار اللّيل وظلامه وإيراد التّواري بالحجاب للشمس تشبيه لها بمخدّرة اختفت وراء السّتار.
٣٣ ـ (رُدُّوها عَلَيَّ ...) أمر الملائكة الموكلّين بردّ الشمس ، فردّت فصلّى. كما ردت ليوشع وعليّ عليهماالسلام. وإرجاع الضمير إلى الخيل خلاف ما يظهر من قوله (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) مضافا إلى أن الخيل كانت بمنظر منه وبمرآه على ما يظهر من قوله (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) فردّ الخيل تحصيل للحاصل كما لا يخفى مضافا إلى ما عن ابن عباس عن أمير المؤمنين من أن الضمير راجع إلى الشمس والمراد من الذّكر هو صلاة العصر. (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) أي جعل يمسح سوقها وأعناقها بالسّيف وتصدّق بلحمها كفارة لتأخير وظيفة اليوم. أو المراد فجعل يمسح بيده سوقها وأعناقها على ما هي العادة المشاهدة عند المعجبين بالخيل والمفتنين بها. والقائل بهذا القول طعن على قول الأوّل وحمل عليه بأنه أيّ ذنب أتته هذه البهائم حتى تستحقّ عليه ذلك القتل والتمثيل ، فضلا عما في ذلك من تلف الأموال بلا مصلحة ولا