١٩ ـ (قالُوا طائِرُكُمْ مَعَكُمْ) ... أي سوء عقيدتكم الفاسدة وتشؤمكم وأعمالكم الباطلة صارت أسبابا لما تقولون وتنسبونه إلينا لا دعوتنا إياكم إلى الله تعالى وتوحيده فإنها غاية خير ويمن وبركة (أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ) أي لو وعظتم بموعظة ونصح فيه خير الدنيا والآخرة ، فجواب الناصح الواعظ وجزاؤه هو التطيّر به ووعيده بالرّجم والتعذيب. فجواب (إِنْ) الشرطيّة محذوف بقرينة المقام (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ) أي عادتكم الإسراف ، وليس فينا ما يوجب التشائم بنا ولكنّكم متجاوزون عن حدّ الشرع والشريعة والعقل والعقلاء في تكذيبكم للرّسل الذين جاؤوكم بما فيه صلاحكم الدنيويّ والأخروي ومعهم لما يدّعونه من الرسالة البيّنات والحجج الظاهرة فلا عذر لكم عند ربّكم فأنتم مستحقّون للعذاب الأليم (ومعنى الإسراف الإفساد ومجاوزة الحدّ والشرّ والفساد).
* * *
(وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) وَما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٢) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ (٢٣) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٤) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي