رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ) قوله تعالى (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ) الآية حكاية نداء أيّوب ، و (النّصب والنّصب). بضم النون وفتحها مع سكون الصّاد وفتحها وضمّها هو التّعب والمشقة ، والعذاب : هو الألم والوجع. ولذا ذكر سبحانه لفظين وقد حصل له نوعان من المكروه : أحدهما روحيّ وهو الغمّ الشديد وكان قد أتعب روحه الشريفة بسبب زوال الخيرات وعدم التمكن من الإتيان بعبادات ربّه على ما هي عليه من الكميّات والكيفيّات ، والثانيّ جسميّ كالآلام والأوجاع الحاصلة من الأمراض الحادثة والحوادث الواقعة المسطورة في محلّها.
٤٢ ـ (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ ...) حكاية لما أجيب به ، أي اضرب برجلك الأرض ، فضربها فانبعثت عين فقيل (هذا مُغْتَسَلٌ) أي ما تغتسل به (بارِدٌ وَشَرابٌ) أي ما تشرب منه وهو بارد. فاغتسل عليهالسلام وشرب فبرئ ظاهره وباطنه فصار جسمه الشريف كالفضّة الخالصة المصفّاة.
٤٣ ـ (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ ...) أي أعطيناه أهله الذين هلكوا وماتوا بأجمعهم (وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) بأن أحييناهم بعد موتهم وولد له مثلهم ، أو بأن ولد له ضعف ما هلك. وفي الكافي عن الصّادق عليهالسلام أنّه سئل كيف أوتي مثلهم معهم؟ قال : أحيى له من ولده الذين كانوا ماتوا قبل ذلك الابتلاء بآجالهم ، مثل الذين هلكوا يومئذ بعد البليّة وحينها (رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى) أي فعلنا ذلك به لرحمتنا إيّاه وليتذكّر ويعتبر به من له الأهلية (لِأُولِي الْأَلْبابِ) لأرباب العقول الكاملة حتّى يصبروا كما صبر عليهالسلام فإن صبره عليهالسلام عظة لهم وتذكار بأن عاقبة الصبر هو الفرج والظفر بالمقصود والوصول إلى الفوز العظيم.
٤٤ ـ (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً ...) أي قبضة حشيش يختلط فيها الرّطب باليابس والمراد هنا ملء الكف من الشماريخ وما أشبه ذلك بعدد ما حلف