(وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيارِ (٤٨) هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ (٥٠) مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (٥١) وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (٥٢) هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ (٥٣) إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (٥٤))
٤٥ ـ (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ...) أي اذكر يا محمد لأمّتك وقومك عبادنا الصالحين هؤلاء. وقد ذكر سبحانه ثلاثة من أعاظم الأنبياء وشرّفهم بالإضافة إليه تعالى ، وخصّهم بالذكر لتقتدي الأمّة بحميد فعالهم وكريم خلالهم ، فتستحقّ بذلك حسن الثناء في الدنيا وجزيل الثواب في العقبى كما استحقّوا هم ذلك بما وصفهم به ربّهم في كتابه الكريم إذ قال : (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) أي ذوي القوّة في الطاعة والبصيرة في الدّين. أو أولي العلم والعمل حيث إنّ أكثر الأعمال تكون باليد ، وأقوى مبادئ المعرفة يكون بالبصر والتبصّر. ولا يخفى أن للنفس الإنسانية قوّتين : قوة عاملة ، وقوّة عالمة. فالأولى أشرف ما يصدر عنها طاعة الله ، وقد صدرت منهم. والثانية أشرف ما يصدر عنها معرفة الله واليقين به ، وقد توفّر لهم ذلك. فقوله (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) يشير إلى هاتين الحالتين ، أو أن المراد من (الْأَيْدِي) النّعم على عباد الله