أحوال أهل النّار وما لهم من أليم العذاب ، فقال تبارك وتعالى :
* * *
(هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١))
٥٥ ـ (هذا ، وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ...) أي ما ذكرناه من أمر المساكن والمآكل والمشارب والمناكح في الجنّة جزاء أعمال المتّقين. أمّا جزاء الطّاغين المتجاوزين حدود العبوديّة بالطغيان على الله تعالى وتكذيب الرّسل فإن لهم (لَشَرَّ مَآبٍ) وقد فسّر ذلك الشرّ بقوله سبحانه :
٥٦ ـ (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ ...) أي يدخلونها حال كونهم ملازمين النّار (فَبِئْسَ الْمِهادُ) أي بئس المسكن المفروش الذي هيّء للرّاحة فإن الكون في النار يعني أن مهاده ذو عذاب شديد ، لأن المراد بالمهاد هو الفراش الممهّد للراحة والنوم الهنيء.
٥٧ ـ (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ... هذا) يمكن أن يكون إشارة إلى جزاء الطّاغين المذكور آنفا يعني هذا العذاب لا بدّ أن يذوقوه ، وهو حميم ، والحميم هو الماء الحارّ الشّديد الحرارة. والغسّاق هو القيح الذي يخرج من القروح والدماميل ، ويعبّر عنه بالصّديد.