يَعْلَمُونَ (٢٦) بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧))
٢٠ ـ (وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى) ... وهو حبيب النجار المعروف بمؤمن آل يس في الرّوايات التي وردت بشأنه رضوان الله تعالى عليه. والمراد من (أَقْصَا) أي أبعد ناحية من نواحي البلد جاء وهو يعدو ويركض و (قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ) أي نادى أهل بلده وأمرهم بالمعروف من اتّباع الرّسل وأقرّ هو برسالتهم قبل ذلك. قال المفسّرون : إنما علم بنبوّتهم لأنهم لما دعوه قال : أتأخذون على ذلك أجرا؟ قالوا : لا ففهم صدق دعواهم. وقيل كان به زمانة أو جذام فأبرأوه فآمن بهم. ونقل هذا عن ابن عباس. وقال القمّي : نزلت في حبيب النجار إلى قوله : (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ). وقيل إنه آمن بمحمّد صلىاللهعليهوآله وبينهما ستّمائة سنة ولعلّه لهذه الجهة صار معروفا بمؤمن آل يس. وقيل كان في غار يعبد الله فلمّا بلغه خبر الرّسل أظهر دينه الذي كان عليه طبق شرع زمانه وجاء رسوله به في ذلك العصر. وفي المجالس عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : الصّدّيقون ثلاثة : حبيب النّجار مؤمن آل يس الذي يقول اتّبعوا المرسلين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام وهو أفضلهم. وفي الجوامع عنه صلىاللهعليهوآله قال : سبّاق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين : علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وصاحب يس ، ومؤمن آل فرعون ، فهم الصديقون وعليّ أفضلهم. وفي رواية الخصال عنه عليهالسلام : ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين : مؤمن آل يس ، وعلي بن أبي طالب عليهالسلام ، وآسية امرأة فرعون.
٢١ ـ (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) ... أي على النصح وتبليغ الرّسالة. ولعلّ عدم سؤال الأجر من الدّعاة على الدّعوة كان في ذلك العصر رمزا على صدق دعواهم كما أشرنا إليه آنفا في إيمان الحبيب ، وإلّا