يستويان. والاستفهام للإنكار ، إذ رضا الواحد ممكن ورضا الجماعة المختلفة ممتنع عادة (الْحَمْدُ لِلَّهِ) المستحق للحمد والثناء ، وهو الله حيث إنه ضرب المثل الذي ألزم العباد الحجّة وليس له شريك في ذاته ، وهو المنعم الحقيقي. وقيل : الخبر بمعنى الأمر ، أي احمدوا الله على نعمه التي لا تحصى. ومنها تلك الأمثال في كتابه فإنه بها يهتدي المهتدون وتتم الحجّة على المشركين والجاحدين (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) حقيقة نعمة التوحيد ، ولفرط الجهالة يشركون به ويجعلون له شركاء من الملائكة والبشر والجماد. ونقل بأن كفار مكة كانوا يقولون نتربّص ريب المنون أي نترقب وننتظر موت محمد حتى نستريح منه ومن همّه فنزلت الكريمة : (إِنَّكَ مَيِّتٌ).
٣٠ و ٣١ ـ (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ...) أي كلكم في صراط الموت والفناء وترقّب الفاني لموت فان مثله ، وشماتته به لا معنى لها ، حيث إنّ الراجي لموت غيره يحتمل أن يموت قبله بزمان طويل ومدّة مديدة (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) أي تحتجّ عليهم بأنك قد بلّغت رسالات ربّك وأنّهم كذّبوا ، ويعتذرون بما لا يجدي نحو قولهم (إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) وقولهم (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) وهل هذه الخصومة تكون بين المسلمين والكفّار أو أعم من كل محق ومبطل وظالم ومظلوم؟ قال أبو العالية هذه الخصومة بين أهل القبلة ، وقال أبو سعيد الخدري في هذه الآية كنا نقول ربّنا واحد ونبيّنا واحد وديننا واحد فما هذه الخصومة؟ فلما كان يوم صفّين وشدّ بعضنا على بعض بالسّيوف قلنا نعم هو هذا. وقال ابن عباس : الاختصام بين المهتدين والضّالين والصّادقين والكاذبين. وقال القمّي يعني أمير المؤمنين عليهالسلام ومن غصبه حقّه.
* * *