للمتكبّرين يقال له سقر ، شكا إلى الله شدّة حرّه وسأله أن يتنفّس ، فأذن له فتنفّس فأحرق جهنّم ، نعوذ بالله من حرّه وحرّ جهنم. ولعلّ المراد من إحراقه لها هو الاشتداد في الحرارة لأنّ الشيء الحارّ إذا مسّ شيئا أو وقع فيه فإن لم يكن في الممسوس حرارة حدثت فيه ، وإن كان فقهرا تزاد فيه الحرارة وأمّا حرق جهنّم فليس كحرق قطن أو عود كما هو ظاهر الرّواية ، بل ذلك بعيد أن يكون المراد من الرّواية على فرض صحّتها ، فلا بدّ من ردّها على أهلها. ولمّا أخبر سبحانه في الآية السّابقة عن حال الكّفار ، عقّبه بذكر حال الأتقياء الأبرار :
٦١ ـ (وَيُنَجِّي اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا ...) أي تجنّبوا الشّرك وغيره من المعاصي (بِمَفازَتِهِمْ) بالعمل الصّالح الذي هو سبب الفلاح والفوز وتسمية العمل الصّالح (بمفازة) من قبيل تسمية السبب باسم المسبب (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ) يحتمل أن يكون هذا الكلام بيانا لفوزهم ، يعني فوزهم بأن لا يصل إليهم سوء ولا حزن من فقدان نعمة أو لذّة. وبعد ذكر الوعد والوعيد يبيّن عموم قدرته بقوله تعالى :
* * *
(اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٦٣) قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ (٦٤) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ