إلخ بيان لقوله (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ، (وَهُوَ أَعْلَمُ بِما يَفْعَلُونَ) من الخير والشرّ. وقوله تعالى (أَعْلَمُ) أي حتى من أنفسهم ، لأن بعض الأوقات يشتبه الأمر على الإنسان فإنه يعمل عملا يحسبه حسنة مع أنه سيّئة ، أو صحيحا مع أنّه فاسد بالرّياء والسمعة ونحوهما من مفاسد الأعمال. لكنه عزوجل لا يفوته شيء بحيث لا يحتاج إلى شاهد.
* * *
(وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا قالُوا بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ (٧١) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢))
٧١ ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً ...) أي يدفعونهم بعنف وشدّة كما هو المراد من الإتيان بالسّوق إلى النار أفواجا متفرقّة أي لا واحدا بعد واحد بل فوجا بعد فوج. ولعل التقدّم والتأخّر يكونان بحسب مراتب الضّلالة والمفاسد وكثرة العصيان وقلّتها أو كبرها وصغرها أو شدة العذاب وخفّته (حَتَّى إِذا جاؤُها فُتِحَتْ أَبْوابُها) أي تفتح أبواب جهنّم عند وصول هؤلاء الكفرة إليها. فامّا أن تفتح بطبعها لأن دار الآخرة دار حيوان كما يستفاد من الآيات الكريمة كقوله تعالى (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ