في الذكر لذلك. ويمكن أن يكون الضمير فيما نحن فيه عائدا إلى المذكور من جنّات ، أو كلّ واحد منهما (وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) منه كالدّبس والعصير والخلّ ونحوها أو لم تعمله أيديهم وإنما يوجد في الجنّات بخلق الله تعالى إيّاه (أَفَلا يَشْكُرُونَ؟) الاستفهام إنكار لترك الشكر أي : فليشكروا نعم المنعم تعالى. ثم إنه تعالى نزّه نفسه المقدّسة على بعض آخر من مظاهر قدرته فقال :
٣٦ ـ (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ ...) أي الأصناف والأنواع والأشكال (كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) من أزواج النبات والأشجار (وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ) من الذكور والإناث. وهذا مما يعلمون غالبا (وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) أي وأزواجا ممّا لم يروها ولم يسمعوا بها ولا يطلعهم الله عليه مما في بطون الأرض وقعور البحار وفوق كرة الأرض.
* * *
(وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (٣٧) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣٨) وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (٣٩) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠))
٣٧ ـ (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ ...) أي آية أخرى على كمال قدرتنا مضافا إلى خلق اللّيل والنهار ، هي أنّا نسلخ من اللّيل النّهار أي