تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) ، (وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ) أي أرض الجنّة ، وعبّر عنه بالإرث لأن الجنة كانت في بدء الأمر لآدم فلمّا عادت إلى أولاده كان ذلك سببا لتسميتها بالإرث ، أو لأن الوارث يتصرّف فيما يرثه كيف شاء من غير منازع ولا مدافع ، فكذلك هؤلاء يتصرّفون في الجنة كما يشاءون ، والمشابهة علّة لحسن المجاز (نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ) أي ننزل من الجنة كلّ مكان نريده ونسكن فيها. وهذا إشارة إلى كثرة قصورهم وسعة نعمهم ، والأجر هو الجنة.
٧٥ ـ (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ ...) أي محدقين (مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) ذاكرين له بوصف جلاله وإكرامه تلذّذا به ... وفيه إشعار بأن منتهى درجات العلّيين وأعلى لذائذهم هو الاستغراق في صفات الحق (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِ) أي بين الخلق به (وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) والقائل هو الملائكة أو المؤمنون على ما قضي بينهم بالحق ، والظاهر هم المؤمنون.