(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠) قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١) ذلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (١٢))
١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ ...) أي أن الملائكة ينادونهم يوم القيامة وهم في النار ، والمراد خزنة جهنّم : إنّ عداوة الله أكبر (مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) والمقت أشدّ العداوة والبعض. ومعنى الشريفة أنّ الكفرة لمّا رأوا أعمالهم ونظروا في كتابهم وأدخلوا النّار مقتوا أنفسهم الأمّارة بالسوء ، وأصابهم المقت لسوء صنيعهم فنودوا لمقت الله إيّاكم في الدنيا (إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ) أكبر من مقتكم أنفسكم اليوم وبغضكم لها. وفي القمّي : إنّ الذين كفروا : يعني بني أميّة دعوا إلى الإيمان يعني إلى ولاية عليّ عليهالسلام والصّلاة.
١١ ـ (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ ...) الأولى في الدّنيا بعد الحياة فيها ، والثانية في القبر بعد الإحياء فيه للسّؤال فهاتان حياتان وموتتان. وقالوا فيهما أقوالا أخر لسنا في مقام بيانها ومن أراد فليراجع الكتب المبسوطة في المقام (وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) بيّنّاهما آنفا فلا نعيدهما (فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا) أي بإنكارنا البعث وما يتبعه. ولمّا شاهدوا الأحياء والإماتة مرّتين والبعث ، وتوابعه ، اعترفوا بما أنكروا وقالوا : (فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) أي