١٣ ـ (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ ...) أي الدالة على التوحيد والقدرة بل على ذاته المقدّسة في المرتبة المتقدّمة وبقية ما يجب أن يعلم (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) ولمّا كان أهمّ المهمات رعاية مصالح أديان العباد فراعى تلك الناحية بإظهار الدّلائل والبيّنات كما دلّ عليه صدر الشريفة وراعى مصالح أبدانهم أيضا بإنزال الرزق عليهم من السّماء كما يدل عليه ذيل الآية. فموقع الآيات من الأديان كموقع الأرزاق من الأبدان ، والآيات لحياة الأديان كالارزاق لحياة الأبدان وقوامها (وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) أي ما يتّعظ ولا يتفكر في الأمور المذكورة إلّا من يرجع عن الشرك إليه تعالى ، ويقبل طاعته ويعمل عملا صالحا. ثم أمر المؤمنين بقوله :
١٤ ـ (فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ...) أي وجّهوا عبادتكم إليه وحده ونزّهوها عن الشرك (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) أي ولو مقتوا إخلاصكم وشقّ عليهم.
١٥ ـ (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ ...) أي رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنّة أو أنه سبحانه عالي الصّفات (ذُو الْعَرْشِ) يعني مالكه وخالقه وربّه المستولي عليه. وقيل العرش الملك ، فهو تعالى ذو الملك (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) أي القرآن من عالم الأمر وكل كتاب أنزله الله على أنبيائه. وقيل الروح هو الوحي أي يلقي الوحي على قلب من يشاء من عباده الذين يخصّهم بالرّسالة ويجدهم أهلا وذوي قابلية لها. وقال القمّي : الرّوح هو روح القدس وهو خاصّ برسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمة عليهمالسلام (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) أي يوم القيامة ، ليخوّف منه.
١٦ ـ (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ ...) أي خارجون من قبورهم لا يسترهم شيء ، أو بارزة سرائرهم (لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) أي من أعمالهم وأقوالهم وضمائرهم (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ، لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ)