(وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) أي شفيع تقبل شفاعته وتجاب.
١٩ ـ (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ ...) أي خيانتها بنظرها إلى ما لا يجوز النظر إليه وفي المعاني عن الصّادق عليهالسلام ، أنه سئل عن معناها فقال : ألم تر إلى الرّجل ينظر إلى الشّيء وكأنّه لا ينظر إليه فذلك خائنة الأعين (وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) أي ما تضمره الصّدور يعلمه تعالى وهو محيط به حيث إنه يعلم السّرائر والضّمائر. ثم إنه سبحانه بعد بيان أحوال أهل المحشر وأهواله ، وبيان عدله في ذلك اليوم وعلمه المحيط بالظواهر والضّمائر يتهكّم على أهل الشّرك بقوله عزوجل :
٢٠ ـ (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ...) أي لا يتعدّى على أحد ولا يحكم ظلما بنقص ثواب أو مزيد عقاب ، حيث إنّه مستغن عن الظلم والعدوان (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) أي المشركون الذين يعبدون غير الله من الأصنام والأوثان (لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) أي لا يحكمون بأمر من الأمور لأنّها جمادات لا يتصوّر ولا يعقل أن يصدر عنها الحكم. وهذا الكلام تهكّم منه تعالى عليهم ، وتوبيخ للمشركين عبّاد الأصنام.
(إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) هذه الجملة تقرير لعلمه بخائنة الأعين وقضائه بالحق ، ووعيد لعبّاد الأوثان على أقوالهم وأفعالهم ، وتعريض بحال المعبودين غيره تعالى.
* * *
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ