المقالات في أهل مجلسه فلذا موّه على الجلساء وأراد أن يشغلهم فقال لوزيره هامان :
* * *
(وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ (٣٦) أَسْبابَ السَّماواتِ فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً وَكَذلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبابٍ (٣٧))
٣٦ و ٣٧ ـ (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً ...) أي بناية عالية مكشوفة ، وقيل مشيدة بالآجرّ والجصّ (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ) ثم فسّر تلك الأسباب فقال : (أَسْبابَ السَّماواتِ) أي طرق الصّعود إليها من سماء إلى سماء ، أو أسباب الطّرق إليها. والسّبب كلّ ما يتوصّل به إلى شيء يبعد عنك (فَأَطَّلِعَ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كاذِباً) في ادّعائه. قاله إيهاما أو تمويها لقومه ، أو لجهله اعتقد أن الله لو كان لكان في السماء وأنه يقدر على بلوغها (وَكَذلِكَ) أي مثل ما زيّن لهؤلاء الكفار سوء أعمالهم (زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ) ظهر له ممكنا (وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ) أي طريق الهداية ، يعنى إبليس منعه عنه بناء على قراءة الآية مجهولة. وقرئت وصدّ معلوما ، أي على أنّ فرعون مسخ الناس عن الهدى بأمثال هذه التمويهات والشّبهات الواهية (وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ) أي