تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢) لا جَرَمَ أَنَّما تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنا إِلَى اللهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ (٤٣) فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ (٤٤) فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ (٤٥) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ (٤٦))
٣٨ ـ (وَقالَ الَّذِي آمَنَ يا قَوْمِ اتَّبِعُونِ ...) أي سيروا معي وفي أثري ولا تخالفوني (أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشادِ) طريق الرشد من الغيّ والهداية من الضّلالة. ثم شرع على سبيل الشرح والتّفصيل يبيّن حال حقارة الدّنيا وحال عظم الآخرة :
٣٩ ـ (يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ ...) أي تمتّع أيام قلائل لسرعة زوالها وقلة بقائها (وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) أي دار الخلود والحياة الأبديّة والباقي خير من الفاني. قال بعض العارفين : لو كانت الدنيا ذهبا فانيا والآخرة خزفا باقيا لكانت الآخرة الباقية خير من الدنيا الفانية ، فكيف والدنيا خزف فان والآخرة ذهب باق؟ فالعاقل لا يؤثر الفاني على الباقي.