الصنم.
٤٤ ـ (فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ ...) أي عمّا قريب تفتهمون قولي عند معاينة العذاب والوقوع في العقاب (ما أَقُولُ لَكُمْ) من النّصح والعظة. وقد قال ذلك لهم على وجه التخويف والتهديد لعلّهم من هذه الناحية يتأثّرون ويتوبون مما هم فيه (وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ) أي أسلّم أمري إليه وأعتمد على لطفه ليعصمني من كلّ سوء (إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) يعلم أفعالهم وأقوالهم من الطاعة والمعصية والخير والشرّ فيحرس المطيع ويخلّي العاصي ونفسه ، وهذه المقالة جواب لتوعّدهم إيّاه الذي يستفاد من قوله جلّ وعلا :
٤٥ ـ (فَوَقاهُ اللهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا ...) أي صرف الله عنه سوء مكرهم فنجا مع موسى حتى عبر البحر معه. وقيل إنهم بعد تلك النصائح والكنايات التي هي أظهر من التصريح همّوا بقتله فهرب إلى جبل فبعث فرعون رجلين في طلبه فوجداه قائما يصلّي وحوله الوحوش صفوفا فخافا ورجعا خائفين هاربين. وفي الاحتجاج عن الصّادق عليهالسلام في حديث له قال : كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله ونبوّة موسى وتفضيل محمّد صلىاللهعليهوآله على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علي بن أبي طالب والخيار من الأئمة عليهمالسلام على سائر أوصياء النبيّين وإلى البراءة من ربوبيّة فرعون ، فوشى به الواشون إلى فرعون وقالوا إن حزقيل يدعو إلى مخالفتك ويعين أعداءك على مضارّتك ، فقال لهم فرعون : ابن عمّي وخليفتي على ملكي وولّي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحقّ العذاب على كفره بنعمتي ، وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشدّ العذاب لإيثاركم الدخول في مساءته فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا أنت تجحد ربوبيّة فرعون الملك وتكفر بنعماه؟ فقال حزقيل : أيّها الملك هل جرّبت عليّ كذبا قطّ؟ قال : لا. قال : فاسألهم من ربّهم؟ قالوا فرعون هذا.