ربّهم لكنه (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) أي في ضياع وعدم التفات. وجواب هذه الجملة إمّا مقول قول خزنة جهنّم ، أو كلام الربّ تعالى. ثم إنه سبحانه يخبر عن نصرته لرسله والمؤمنين بقوله :
٥١ ـ (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) أي ننصرهم بوجوه النصر الذي قد يكون بالحجة وقد يكون أيضا بالغلبة في الحرب ، وذلك بحسب ما تقتضيه المصلحة والحكمة الالهيّة ، وقد يكون بالألطاف والتأييد وتقوية القلب ، وقد يكون بإهلاك العدوّ. وكل هذا قد يكون للأنبياء والمؤمنين من قبل الله ، وقد يكون النصر بالانتقام من أعدائهم كما نصر يحيى بن زكريّا لمّا قتل ، فقد قتل به سبعون ألفا ، فهم لا محالة منصورون بأحد هذه الوجوه (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ) أي في يوم القيامة ، جمع شاهد وهم الملائكة والأنبياء والمؤمنون يشهدون للرّسل بالتبليغ وعلى الكفّار بالتكذيب. وعن الصّادق عليهالسلام : ذلك والله في الرجعة. أما علمت أنّ أنبياء كثيرين لم ينصروا في الدّنيا وقتلوا ، والأئمة عليهمالسلام من بعدهم قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرّجعة.
٥٢ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ...) أي عذرهم لو اعتذروا لأنه باطل ، فهو غير مقنع والعذر غير المقنع لا يقبل (وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ) البعد عن الرّحمة (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) جهنّم. ثم إنه تعالى بعد ذكر النّصرة إجمالا بيّن نصرته لموسى عليهالسلام وقومه فقال :
* * *
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً