يتبعه ، فقال : يا علىّ بن الحسين اسقني. فقال الرّجل لا تسقه لا سقاه الله. وكان الشيخ معاوية أسكنه الله الهاوية (كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ) أي كما أنه سبحانه أبطل ما كان مطمع نظر كفرة مكة من انتفاعهم بعبادتهم لأصنامهم كذلك يفعل بجميع أصناف الكفار الذين يترقّبون النفع بأعمالهم من العبادة للأصنام وغيرها ممّا هو دونه تعالى.
٧٥ ـ (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ ...) أي هذا العذاب في هذا اليوم جازاكم الله تعالى به بسبب أنكم كنتم تفرحون (فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) يعني بفرحكم في الدّنيا بأمر لم يكن حقّا ، من عبادتكم للأوثان ، الى تكذيبكم بالرّسل وبما جاءكم من الحجج والبيّنات والكتب السماويّة المحتوية للأحكام الإلهية وغيرها مما كنتم تحتاجون إليه. وهذا الخطاب من الملائكة للكفرة على سبيل التوبيخ والتّوهين لهم (وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) عطف على جملة (بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ) أي هذا العقاب لنشاطكم حينما تقع المكاره والآلام على الأنبياء والرّسل عليهمالسلام فكنتم تبطرون من غير حق. والفرق بين الفرح والمرح ان الفرح قد يكون بحقّ فيمدح عليه ، لكن المرح لا يكون إلّا باطلا ، أي في الأمور الباطلة وفي اللهو.
٧٦ ـ (ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ ...) وهي سبعة أبواب ، فادخلوها لتستقرّوا (خالِدِينَ فِيها) فهي مقدّرة للخلود والتأبيد فيها (فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) عن الحق ، وبئس مقامهم جهنّم. وإنما جعل لها أبواب كما جعل لها دركات تشبيها لها بالدنيا وطبقات بنائها ، فإن في خلق الطبقات أهوالا تكون أعظم في الزّجر كما في اختلاف درجات السّجون كذلك. وانّما أطلق عليه اسم الفعل «بئس» مع أنه بالنسبة إلى أهله كان حسنا لأنّ الطبع يتنفّر عنه كما يتنفّر العقل عن القبيح ، فمن هذه الحيثيّة يحسن إطلاق اسم بئس عليه.
* * *