إليه هو الخضوع له والامتثال لأوامره ونواهيه ، والتعبّد بتوحيده جلّ وعلا. وبهذا البيان ذكر النعم موجب لإتمام الحجة وإلزام الخصم الجاحد المعاند الكافر لنعمه تعالى ومن نعمه سبحانه ما ذكر في الشريفة التالية :
* * *
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٧٩) وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ (٨١))
٧٩ ـ (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعامَ ...) جمع النّعم أي الإبل ، ويطلق على البقر والغنم والخيل والبغال لأن المراد بها هنا مطلق ذوات القوائم الأربع بقرينة المقام حيث إنه سبحانه في مقام بيان نعمه من هذا الجنس من دون فرق بين فرد وفرد ، لأن الأفراد جميعها من نعمه سبحانه ، فقد خلق لكم هذه الحيوانات المباركة (لِتَرْكَبُوا مِنْها وَمِنْها تَأْكُلُونَ) فإن منها ما يؤكل كالغنم ، وإنّ منها ما يركب كالخيل والبغال والحمير ، وإنّ منها ما يركب ويؤكل كالإبل والبقر.
٨٠ ـ (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ ...) أي منافع أخرى غير الأكل والركوب كالألبان والجلود والأوبار والشعور (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْها حاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) كالتجارة في البلاد المتقاربة والمتباعدة والزيارة وحج بيت الله وغير ذلك من