جهالتهم لأنّ الله تعالى يطعم البشر بأسباب ، منها الإيجاب على الأغنياء بإطعام الفقراء وتوفيقهم له ، وما جرت عادة الله تعالى أن يشقّ سقف بيوت الفقراء وينزل عليهم منه أرزاقهم وإن كان قادرا على ذلك ، لكن المصلحة اقتضت خلاف ذلك وأن تجعل أرزاقهم على أيادي الأغنياء حتى يمتحنهم ويأجرهم ويثيبهم على ذلك بعد أن يمحّصهم ويختبرهم بأنّهم يؤدّون ما فرض عليهم إلى مصارفه المقرّرة (إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) هذا من تتمّة قول الكفرة لمن أمرهم بالإطعام. وقيل إنه قول الله حين ردّوا هذا الجواب.
* * *
(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤٨) ما يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (٤٩) فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (٥٠))
٤٨ إلى ٥٠ ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ ...) أي الوعد بالبعث متى يتحقّق إذا كنتم صادقين في قولكم؟ ولكنهم للأسف (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) أجابهم تعالى : ما ينتظرون ، وما يمهلون إلّا أن تأخذهم الصيحة الواحدة (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) يتنازعون ويختصمون في أمورهم ومعاملاتهم في غفلة عنها ، ويمكن أن تكون الواو حاليّة (فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً) بشيء (وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) يعودون من