(وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ) أي غاب عنهم معبودهم الذي كانوا يعبدونه في الدّنيا من الأصنام والأوثان (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) أي أيقن المشركون أنه ليس لهم مهرب من عذاب ربّهم ، ولا بدّ من أن يذوقوا عذاب الحريق في ذلك اليوم ولا يمكن الفرار من حكومته سبحانه.
* * *
(لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ (٤٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِي وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِما عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ (٥٠) وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (٥١) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (٥٢))
٤٩ ـ (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ) ... قال القمّي أي لا يملّ ولا يعيا من أن يدعو لنفسه بالخير في الدّنيا من النّعم والصّحة والسّرور وفراغ البال ورفاهيّة الحال (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ) بزعمه كالفقر والمرض والهموم والأحزان من العوارض الدنيويّة وحوادثها (فَيَؤُسٌ) أي آيس كثيرا من رحمة ربّه أو من إجابة الدّعاء ، ولا مانع من القول بكلا الأمرين فإنّ اللّفظ عامّ (قَنُوطٌ) أي يظنّ به تعالى ظنّ سوء وهذا من شيم الكفرة وديدنهم