(وَما تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١٤) فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِما أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّكُمْ لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥) وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ (١٦))
١٤ ـ (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) ... لقائل أن يقول : إن الله تعالى أمر (أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا) فما السبب في أن نجد الأمم متفرّقين؟ فيجيب سبحانه عن السؤال المقدّر بقوله : (وَما تَفَرَّقُوا) ، الآية أي تفرّق أهل الكتاب أو أهل الأوثان والأديان بعد العلم والعرفان بصدق الأنبياء وحقانيّة ما جاؤوا به (بَغْياً بَيْنَهُمْ) أي عداوة وحسدا بين الرّسل وبينهم ، أو بين بعضهم مع البعض الآخر طلبا للرئاسة ، فحملتهم الحميّة النفسانيّة والعصبيّة الشهوانيّة على أن لا يسمعوا دعوة داعي الله وعلى أن يخالفوا أوامره ونواهيه ، فذهبت كلّ طائفة إلى مذهب ، ومشى كلّ قوم إلى سنّة سيّئة جعليّة ، فحصل الاختلاف. فجملة (بَغْياً