(ص) فصلّى بالقوم فأنزل عليه : (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا) ، الآية فقال لهم رسول الله (ص) على ما تشهدون ، وما كنتم تعبدون؟ فقالوا : نشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأنّك لرسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا. والمسؤول عنه هذا (أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) أي هل حكمنا بعبادة غير الله في مللهم؟ والغرض أنّ بيان التوحيد دين أطبق عليه الرّسل ولم يبتدعه رسولنا الكريم ، فكيف يكذّب ويعادى لأجله. والظاهر أن إعادة ذكر قصّة موسى (ع) ها هنا تكرارا كان بمناسبة ذكر حكاية حال نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله مع قومه وتكذيبهم له ، فتسلية له وتطييبا لقلبه الشريف بيّن سبحانه قصة موسى عليهالسلام وتكذيب قومه له واستهزاءهم به وضحكهم فقال تعالى :
* * *
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٦) فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ (٤٧) وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤٨) وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠))
٤٦ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا) ... أي الحجج الظاهرة على صحة دعواه النبوّة بحيث لا يشك فيها عاقل (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) أي إليه وإلى