أشراف قومه ، وتخصيص الأشراف بالذّكر لتبعيّة ما عداهم لهم (فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) أي مبعوث منه سبحانه إليكم.
٤٧ ـ (فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ) ... أي لمّا أظهر المعجزات التي هي اليد والعصا ، أو المراد آيات العذاب كالطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع وغيرها ، أو الأعم (إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ) استهزاء بها.
٤٨ ـ (وَما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها) ... أي من الآية التي قبلها أو مثلها ، فكل آية كانت بعد أخرى كانت أكبر ممّا قبلها في الآيتيّة ، وكانت الآيات مترادفة متتابعة (وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ) أي بتلك الآيات المنذرة لهم بالعذاب (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) بأمل أن يعودوا عن عنادهم وكفرهم.
٤٩ ـ (وَقالُوا يا أَيُّهَا السَّاحِرُ) ... فلما اشتدت عليهم أنواع العذاب المتعاقبة وخافوا منها على أنفسهم نادوه بذلك ، ويعنون بهذا النداء (يا أيّها العالم) حيث إن الساحر كان عندهم عظيما ، فلذا تعظيما له راحوا يسمّونه عالما. ولم يكن السّاحر صفة ذمّ في ذلك العصر. وقيل قالوا له ذلك ونادوه بهذا النداء استهزاء به عليهالسلام. وعن القمي : أي يا أيّها العالم (ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ) أي اطلب من ربّك بما لك عنده من الكرامة ليكشف العذاب عمّن آمن و (إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ) لو كشف عنّا العذاب فإنّنا حينئذ نؤمن بربّك يا موسى.
٥٠ ـ (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ) ... أي أذهبناه بدعاء موسى ، وقد رفع الله العذاب عنهم ولكنّهم لمّا ارتفع عنهم العذاب نقضوا عهدهم وقولهم بالاهتداء ورجعوا إلى ما كانوا عليه.
* * *