(وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (٥٣) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٥٤) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥) فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ (٥٦))
٥١ ـ (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ) ... أي أذاع في ناديهم ، وفيما بينهم بعد كشف العذاب والأمن عنه ، مخافة أن يؤمن بعضهم بإله موسى (قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ) خداعا لهم بافتخاره بأمرين أحدهما كونه ملك مصر وسلطانها ، وثانيا جري الأنهار الأربعة من تحت قصوره بكيفيّة خاصّة بها (وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) وكانت الأنهار التي تجري من تحت القصور أربعة كما قلنا آنفا. ولمّا كانت القصور مبنيّة عليها فقهرا تقع الأنهار تحتها وبهذه الجهة عبّر بجريها تحتها ، وكانت منشعبة ومنشقّة من النّيل ، وكانت الأنهار المنشقة منه كثيرة قيل إنها كانت تبلغ ثلاثمئة وستين شعبة. وهذه الأنهار الأربعة كانت معظمها وكانت تسمّى بالطّولون ونهري الملك ونهر دمياط ونهر تنيس. ولما احتجّ بقوّة جاهه وسطوته قال (أَفَلا تُبْصِرُونَ) أي أفلا تعترفون بما قلت؟ وكان نظره أن يأخذ منهم الإقرار والتصديق حتى يترتّب عليه النتيجة بأنه أحق أن يكون