على العصيان. وقيل فجعلناهم (سَلَفاً) معناه متقدّمين إلى النار ، و (مَثَلاً) للآخرين مثلا سائرا وجاريا على الألسن حتى يعتبر الناس من التذكّر لقصّتهم العجيبة من شقّ اليمّ وعبور النبيّ موسى (ع) وإغراق فرعون ومن معه من القبطيّين بأجمعهم ، وقذف البحر لجسد فرعون وجده بعد إهلاكه للاعتبار وإظهارا لقدرته عزوجل حتى يعرفوا بذلك خالقهم ويصدّقوا نبوّة موسى سلام الله عليه عن يقين.
* * *
(وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧) وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨) إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٥٩) وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (٦٠) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١) وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٦٢))
٥٧ ـ (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) ... اختلف في المراد به على وجوه ، وكذلك في وجه مناسبة ذكره هاهنا بأية مناسبة ذكر. أمّا مناسبة ذكره فيمكن أن تكون لذكر آيات قبيل هذه راجعة إلى موسى عليهالسلام ،