الطاهرين. ففي الاحتجاج عن القائم عجّل الله تعالى فرجه أنّه سئل عن أهل الجنّة هل يتوالدون إذا دخلوها؟ فأجاب عليهالسلام : إن الجنة لا حمل فيها للنّساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطّفوليّة ، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين كما قال الله تعالى. فإذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله بغير حمل ولا ولادة على الصّورة التي يريدها كما خلق آدم عبرة.
وروى القمّي أن الصّادق عليهالسلام قال : إن الرّجل في الجنة يبقى على مائدته أيام الدّنيا ويأكل في أكلة واحدة بمقدار أكله في الدّنيا.
٧٢ و ٧٣ ـ (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ... يحتمل أن يكون اسم الاشارة مبتدأ والجنّة خبره ، والموصول وصلته صفة للجنّة. ويحتمل كون الجنّة صفة لاسم الإشارة والموصول وصلته خبر للمبتدأ ، ويحتمل كون الموصول صفة للجنّة مع عدم كونها صفة للمبتدأ والخبر قوله (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وبناء على هذا الاحتمال الأخير فالجارّ متعلق بحاصل المقدّر أو بحصل. والمعنى على الاحتمال الأول : إن تلك الجنة الموعودة هذه التي أورثتموها اليوم. وبناء على الاحتمال الثاني : إن هذه الجنة التي أورثتم من قبل ، أي من إخوانكم الذين كانوا في الدنيا وما أجابوا دعوة الدّعاة إلى الله واختاروا الضلالة على الهداية ونوضح معنى الاحتمال الأخير أيضا حتى يكون من لا خبرة له بالعربية على بصيرة من تفسيرنا إن شاء الله ، وحاصله أنّ هذه الجنة التي أعطيتم على طريق التوارث حصلت ووصلت إليكم بسبب أعمالكم التي صدرت عنكم في الدنيا من أنواع الطاعات والخيرات والمبرّات ، وقد ورثتم المنازل التي كانت للكفّار لو أنهم آمنوا وعملوا صالحا. وعن ابن عباس قال : الكافر يرث نار المؤمن ، والمؤمن يرث جنّة الكافر لقوله أولئك هم الوارثون. والمعنى على الثالث واضح. ومعنى الشريفة ضمنا صار معلوما على جميع الاحتمالات. وإيثار الإيراث على الإعطاء لتشبيه