كسبت أيديهم وبجرائمهم الموجبة له فكانوا هم الظّالمين لأنفسهم والجالبين لها العذاب.
٧٧ ـ (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) ... أي يدعون خازن جهنّم ، فيقولون : يا مالك ليحكم علينا ربّك ، أي ليمتنا. وهو من «قضى عليه» أي (أماته) قال مالك بعد مائة عام أو ألف : (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) أي أنتم باقون مخلدون في العذاب بلا موت ولا تخفيف.
٧٨ ـ (لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِ) ... المراد من الحقّ هو القرآن ، أو دين الحق وهو الإسلام. يعني لقد جاءكم رسلنا بالحق من عندنا. وأضافه إلى نفسه لأنه كان بأمره. ويحتمل أن يكون القائل هو مالك خازن النار ، وإنما قال جئناكم لأنه من الملائكة وهم من جنس الرّسل. وقال القمّي : هو قول الله عزوجل ثم قال يعني جئناكم بولاية أمير المؤمنين (وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ) قال يعني لولاية أمير المؤمنين كنتم كارهين لأن الحق خلاف مشتهياتكم والباطل موافق لما تميل إليه طباعكم ولذا تميلون إليه وتعرضون عن الحق فإن فيه كلفة التكاليف ، وفي الباطل راحة الحريّة. فأنتم بالطّبع تؤثرون هذه على تلك.
٧٩ و ٨٠ ـ (أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) ... (أَمْ) منقطعة بمعنى (بل) والكلام مبتدأ ناع على المشركين لأنهم لم يقتصروا على كراهة الحق فقط بل أتقنوا النفاق واتّفقوا على أمر وهو تكذيب الحقّ وإبطاله وتصديق الباطل وإثباته ، أو على كيد محمّد والمكر به صلىاللهعليهوآله. وعلى كلّ حال هدّدهم الله وأخبر نبيّه بذلك ، والتفت عن الخطاب إلى الغيبة لمزيد التهديد فقال (فَإِنَّا مُبْرِمُونَ) أي محكمون ومتقنون أمرا في مجازاتهم وأخذهم أخذ عزيز مقتدر (أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ) أي حديث أنفسهم (وَنَجْواهُمْ) أي مسارّتهم. وكانوا في دار النّدوة يتشاورون سرّا في كيفية إهلاك النبيّ صلىاللهعليهوآله والمكر به كما