عبادة غيره؟
٨٨ ـ (وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) ... مصدر من (قال) يقول قولا وقيلا والضمير راجع إلى النبيّ ، أي : قول النبيّ (يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ) وهو عطف على السّاعة ، أي (عنده علم قول النّبيّ يا رب إلخ) فإنه صلوات الله عليه وآله لمّا ضجر من قومه وعرف إصرارهم على الكفر دعا ربّه عليهم وهذا القول قريب من قول نوح عليهالسلام حيث قال : (رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَساراً) ثم إنه تعالى قال لنبيّه صلىاللهعليهوآله :
٨٩ ـ (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) ... أي فأعرض عن دعوتهم وقل سلام. وقيل هذا سلام هجر ومتاركة لا سلام تحيّة وكرامة. ويحتمل أن المراد به يعني إذا خاطبوك بما يؤذيك فقل سلام ، على ما في قوله تعالى في وصف المؤمنين (وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً) وكقوله (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) وقيل معناه قل يا محمد : سلام ، تسلم من شرّهم. وهذا ممّا علّمه الله من مكارم الأخلاق (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) هدّدهم بيوم القيامة ، وممّا يعاينون من العذاب الذي يحلّ بهم.
* * *