عليه ، فلا ينبغي أن يخطر على قلب عاقل إله غير الله سبحانه فضلا عن أن يعبد غيره عزوجل (يُحْيِي وَيُمِيتُ) صفتان مختصّتان بذاته تعالى أي يحيي الناس بعد موتهم ، ويميتهم بعد إحيائهم. أو المراد من الإحياء هو الإيجاد بعد العدم ، والإماتة بعد هذه الحياة كما تشاهدون (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) لمّا كان الكفّار معترفين بربوبيّته لكنّهم ، بعلمه بجميع الأشياء وبإرساله جميع الرّسل وإنزاله جميع الكتب ، لم يقرّوا ، وذلك كان مستلزما لعدم تيقّنهم لربوبيّته فلهذه الجهة نفى يقينهم وقال سبحانه فيما يلي :
* * *
(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦))
٩ ـ (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) ... قوله (فِي شَكٍ) ردّ لكونهم موقنين بما أخبر الله تعالى نبيّه وقوله (يَلْعَبُونَ) يحتمل أن يكون المراد أنهم يلعبون في قولهم وإقرارهم بأن الله هو ربّنا وربّ آبائنا وإن علوا. ومن ناحية أخرى هم منكرون علمه بجميع الأشياء وإرساله لجميع الرّسل