والكتب. وهذا الإنكار يستلزم الشكّ في ربوبيّتنا. أو المراد بقوله يلعبون يعني أنّهم يستهزئون بما أخبرناك به ، فإقرارهم ليس إقرارا حقيقيّا وعن علم ويقين بل مخلوط بهزل وهزء. أو (يَلْعَبُونَ) يعني يشتغلون بالدّنيا بحيث لا يتوجّهون إلى المواعظ والدّلائل والحجج حتّى يهتدوا بأنه سبحانه ربّهم وربّ كل شيء ويعتقدون بذلك عن علم ويقين. والاشتغال بالدنيا بهذه الكيفيّة لعب ولهو ثم إنه تعالى خاطب نبيّه تهديدا لهم فقال سبحانه :
١٠ و ١١ ـ (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) ... أي فانتظر لهم اليوم الذي تأتي السماء بدخان ظاهر بحيث لا يشكّ أحد في أنّه دخان. واختلف في هذا الدّخان ومنشئه أنّه من أين يكون؟ فعن عليّ عليهالسلام وبه أخذ جماعة : إنّه دخان يأتي من السّماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون الواحد منهم كالرأس الحنيذ (والحنيذ المشويّ) ويعتري المؤمن منه كهيئة حال المزكوم وتأخذه الزّكمة (بفتح الزّاء وسكون الكاف) وتصير الأرض كلّها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص (والخصاص الفرجة) وعن رسول الله : أوّل الآيات الدخان ، ونزول عيسى ، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر. قال حذيفة : يا رسول الله وما الدّخان؟ فتلا رسول الله صلىاللهعليهوآله الآية ، وقال : يملأ ما بين المشرق والمغرب ، يمكث أربعين يوما وليلة ، أمّا المؤمن فيصيبه كهيئة الزكمة وأمّا الكافر فهو كالسّكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره (يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) أي يغطّيهم ، أو يحيط بهم. فإذا شاهدوه بتلك الشدّة يقولون (هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) أي كثير الألم ويخافون منه شديدا وهذا من أشراط السّاعة على ما في الرواية من أنّ اوّل الآيات الدخان إلى أن يقول : ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر. والقمّي قال : ذلك إذا خرجوا في الرّجعة من القبر وكان الرجل يحدّث رجلا فلا المحدّث