يرى المخاطب ولا هو يرى المتكلّم من شدّة غلظته وتراكمه.
١٢ ـ (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) ... أي مؤمنون بالقرآن ومصدّقون بنبوّة النبيّ محمد صلىاللهعليهوآله ، وهذا وعد بالإيمان لو كشف العذاب عنهم. لكنه سبحانه أخبر عن حالهم الذي دل على كذب مقالتهم فقال عزوجل :
١٣ ـ (أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى) ... أي من أين لهم التذكّر بذلك (وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ) أي أبان لهم ما هو أعظم منها في إيجاب الاذّكار من الآيات ومن المعجزات ومع ذلك ما تذكروا.
١٤ ـ (ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ) ... أي أعرضوا عن رسولنا وما اكتفوا بذلك وقالوا يعلّمه بشر ، اي غلام أعجميّ لبعض ثقيف ، فهذا الكتاب ليس من عند الله كما يزعم محمد. وما اكتفوا بهذا بل قالوا إنّه (مَجْنُونٌ) وقال القمّي : قالوا ذلك لأنّه لمّا كان ينزل عليه الوحي كانت تأخذه الغشية ، وإن بعضهم لمّا رأوه في تلك الحالة نسبوا إليه الجنون.
١٥ ـ (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً) ... عدل سبحانه عن الغيبة إلى الخطاب في مقام جوابهم عن وعدهم وردّهم بأنكم لا تفون بوعدكم ولو أنّنا كشفنا العذاب عنكم ، لأن الخطاب أبلغ في الرّد والتوبيخ والحاصل يقول سبحانه نحن نكشف عنكم العذاب عمّا قريب أي بعد أربعين يوما اختبارا لكم لكننا نعلم (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) أي ترجعون إلى كفركم بعد الكشف عاجلا. وقال القمّي : يعني إلى القيامة باقون على الكفر ولو كان قوله تعالى (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) في القيامة كما هو ظاهر بعض الرّوايات ، لم يقل (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) لأنّه ليس بعد الآخرة والقيامة حالة