٢٠ ـ (وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ) ... أي التجأت إليه سبحانه (أَنْ تَرْجُمُونِ) من أن تؤذوني بقذفي بالحجارة ، أو بغيره من الأذى.
٢١ ـ (وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ) ... أي فاتركوني وتنحّوا عنّي فلكم دينكم ولي ديني. ثم تألّم منهم كثيرا وحزن قلبه الشريف من هؤلاء القوم فدعا عليهم كما ترى :
* * *
(فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤))
٢٢ ـ (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) ... أي لمّا يئس من إيمانهم دعا الله سبحانه عليهم (أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) أي مذنبون يرتكبون المعاصي لأنهم مشركون ولا يؤمنون أبدا فأوحي إلى موسى :
٢٣ ـ (فَأَسْرِ بِعِبادِي لَيْلاً) ... أي أخرج مع من آمن بك من بني إسرائيل عن هذه البلدة في الليل ، والسّرى هو السير ليلا (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) أي يتبعكم فرعون وقومه إذا علموا بخروجكم.
٢٤ ـ (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) ... أي خلّ البحر على حاله منفرجا. والرّهو هو الفرجة الواسعة فافرجه بعصاك واخرج أنت من طرفه الآخر بعد ما تدخله. وتجوزه حتى يدخله فرعون وجنوده والأمر بترك البحر على هيئته التي دخله موسى بها لأنه أراد أن يضربه ثانيا لينطبق خوفا أن يدركهم القبط فأمر بتركه كما هو