ليدخلوه فلا تخافوا منهم (إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ) فدخلوا البحر فأغرقوا جميعا ، ثم نبذ البحر جسد فرعون ليكون عبرة للناس.
* * *
(كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩))
٢٥ إلى ٢٧ ـ (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) ... إن الله تعالى يخبر حبيبه عن تركتهم من البساتين والعيون الكثيرة الجارية وما سواها من النّعم التي كانت تغمرهم. (وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ) والمراد بالمقام الكريم ، المحافل المزيّنة والمنازل الحسنة والقصور المشيّدة. فقد خلّفوها وراءهم حين لحقوا ببني إسرائيل (وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ) النّعمة بفتح النون رغد العيش ونضارته ، وبكسرها ما أنعم به على الإنسان من الرزق والمال الكثير والولد الصّالح وأمثالها والحالة التي يستلذّ بها الإنسان وجاء بمعنى المسرّة ، وبالضمّ المسرّة والرفاهة ، ونعمة العين قرّتها و (فاكِهِينَ) أي متنعمّين متمتّعين بطيب العيش وقال القمّي : النّعمة في الأبدان ، وفاكهين أي مفاكهين للنّساء ومتمتّعين بهنّ.
٢٨ ـ (كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) ... أي هكذا نفعل بالمجرمين ، نهلكهم ونورث هذه المعدودات لمن بعدهم ، أي لبني إسرائيل لأنهم رجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون ومتابعيه. وإيراث النّعمة تصييرها إلى الثاني