والمعصية بدل الإطاعة (لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ) اي التجأوا واستعانوا بالتراب عن ربّ الأرباب لعلّ الجمادات أي الأصنام والأوثان يعينونهم وينصرونهم. فأيّ حماقة تبلغ مرتبة حماقتهم نعوذ بالله منها.
٧٥ ـ (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ ...) أي هذه الآلهة التي عبدوها من أصنامهم وأوثانهم لا يقدرون على نصرهم والدفع عنهم (وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) بل الكفّار جند للأصنام يغضبون لهم ويحضرون لخدمتهم ولحفظهم والذبّ عنهم في الدنيا مع أن الأصنام لا تسوق إليهم خيرا ولا تدفع عنهم شرّا ، لأن الجماد لا يشعر بشيء. وقيل إن الآلهة مع العبدة في النار محضرون لأن كل حزب مع ما عبده من دون الله كالأوثان والأصنام فإنها تكون في النار ، ولا الجند يدفعون عنها الإحراق ولا هي تدفع عنهم العذاب كما قال تعالى : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ).
٧٦ ـ (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ...) لا تغضب لمصارحتك بالشّرك والإلحاد ، ولا لمقابلتك بالتكذيب والجنون والسّحر. وهذه تسلية للنبيّ صلىاللهعليهوآله والالتفات من الغيبة إلى الخطاب تأكيد لعدم اعتنائه بهم وعدم اعتباره لأقوالهم وأفعالهم. وأكّد هذا بقوله : (إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) أي علمنا محيط بأسرارهم من الحقد والبغض للمؤمنين وإعلانهم الأقوال الموجبة لكفرهم وعصيانهم فسوف نجازيهم عليهما أشدّ الجزاء ونعذّبهم بأليم العذاب وكفى بذلك تسلية لك.
* * *
(أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ