النبوّة وقال أنا نبيّ إفكا وافتراء. فويل لمن (يَسْمَعُ آياتِ اللهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً) أي الأثيم تقرأ آيات الله بمرأى ومسمع منه وهو يسمع ويرى وبعد استماعه يصرّ أي يقيم ويثبت على كفره وعناده (مُسْتَكْبِراً) أي ذا كبرياء بحيث يزعم أنّ الإيمان خلاف شأنه ومقامه فيأنف منه ويستدبر عن الآيات (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) ولم تقرأ عليه آيات ربّه (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ) أي يا محمد بشّره بعذاب مؤلم ، والبشارة في مقام الإنذار والتخويف رمز للتهكّم والسخرية منه.
٩ ـ (وَإِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً) ... أي إذا بلغه شيء من آياتنا وعلم أنّه منها وقال القمّي : إذا رأى فوضع العلم مكان الرّؤية ، اتّخذها هزوا (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) أي ذو إهانة.
١٠ ـ (مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ) ... أي من وراء ما هم فيه من التعزّز بالمال والدّنيا جهنّم ومعناه : قدّامهم ومن بين أيديهم كقوله (وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ) و (وراء) اسم مكان يقع على القدّام والخلف ، فما توارى عنك فهو (وراءك) سواء كان خلفك أو أمامك (وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ ما كَسَبُوا شَيْئاً) أي لا يغني ما كسبوا من الأموال والأولاد والشّؤون ونحوها شيئا من رفع العذاب أو تخفيفه (وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أَوْلِياءَ) أي لا يغنيهم ما اتّخذوا أولياء لأنفسهم من الأوثان والأصنام ، ولا ينفعهم شيئا من عذاب الله دفعا ورفعا وتخفيفا (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) بحيث لا يتحمّلونه لشدّته.
١١ ـ (هذا هُدىً) ... أي القرآن الذي تلوناه عليك وأنزلناه إليك هاد من الضلال ، وشفاء لما في الصّدور من الجهالة والشّقاوة والعناد والعداوة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) كلمة (مِنْ) تبيينيّة لما قبلها. و (الرجز) بالكسر بمعنى العذاب و (أَلِيمٌ) صفة له