أي الكفرة لهم عذاب من قسم الرّجز وهو عذاب شديد للغاية.
* * *
(اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥))
١٢ ـ (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ) ... بأن خلقه بكيفيّة خاصة من استواء السطح والميوعة في مائه حتى لا يمنع من الغوص فيه ومن الخرق والالتئام ، ثم جعله أملس لتسهيل سير ما يطوف على سطحه من الأجسام كالأخشاب وغيرها ، وبحالة هادئة في وسطه (لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ) تسير السّفن (فِيهِ بِأَمْرِهِ) أي بتسخيره سبحانه لذلك وأنتم راكبوها ومحمّلوها أثقالكم وهي تجري بكم في لججه مع غاية الاطمئنان وكمال السكينة ، ومن دون حركة عنيفة تغرق أو تهلك الجسم الطائف على سطحه. وهذه الشريفة من أدلة التوحيد إذ تبرهن على وجود الصّانع الحكيم المدبّر وتنبّه إلى أعظم نعمه حتى يشكر عليها (وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) أي لتطلبوا التّجارة والغوص والصّيد والرّزق (وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) تحمدون هذه النّعم الجزيلة الصادرة من ناحية المنعم الحقيقي بفضله عليكم.