أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠))
١٦ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ) ... ثم إنه سبحانه لمّا ذكر نعمه ومواهبه على الخلائق طرّا ، وذكر كفر الطّغاة في مقابلها وبإزائها ، تقابل الضدّ فعقّب بقصّة بني إسرائيل لأنهم من هذه الجهة شبيهون بكفّار قريش. فإنه تعالى كم من نعماء أنعم بها عليهم وهم بدل شكرها كان يزيد كفرانهم وطغيانهم ومخالفتهم لنبيّ الله موسى عليهالسلام فقال سبحانه ولقد آتينا بني إسرائيل (الْكِتابَ) فهو يعدّ سبحانه نعمه على أولاد يعقوب عليهالسلام ويذكر منها التوراة وهو كتاب موسى عليهالسلام. وقيل نزلت عليه في ستّ مضين من شهر رمضان والإنجيل في اثنتي عشرة منه والزّبور في ثماني عشرة منه ، والقرآن في ليلة القدر منه. وموسى معروف بلقيط آل فرعون من البحر قيل سمّي به لأنه التقط من بين الماء والشجر. والماء بلغة القبط (مو) والشجر (سا) فركّبا وجعلا اسما لموسى عليهالسلام. وموسى مات في التّيه وعمره مائتان وأربعون سنة على قول ، وقيل مائة وعشرون سنة.
وفتح المدينة الموعودة بالفتح لبني إسرائيل يوشع بعده وكان ابن أخته ووصيّه والنّبيّ في قومه من بعده وفيها (الْحُكْمَ) من المحتمل أن يكون المراد هو العلم بفصل الخصومات ، أو المعرفة بأحكام الله والظاهر أنه مصدر حكم يحكم حكما وحكومة بمعنى القضاء بين الناس والحكومة لهم. وهو منصب من المناصب الرفيعة لا يتصدّى له إلّا نبيّ أو وصيّ نبيّ أو من نصب من قبلهما بعنوان خاصّ أو بنيابة عامّة مع شرائطها التي ذكرها أهل بيت الوحي