شكّ ونزلت هذه الآية في الدهرية وجرت في الذين فعلوا ما فعلوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله بأمير المؤمنين وبأهل بيته عليهم صلوات الله وسلامه ، وكان إيمانهم إقرارا بلا تصديق خوفا من السّيف ورغبة في المال والدنيا.
٢٥ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ ...) أي إذا قرئت آياتنا المتّصفة بالوضوح عليهم المخالفة لمعتقداتهم (ما كانَ حُجَّتَهُمْ) أي لم تكن لهم حجة تقابل حججنا ويثبت بها مدّعاهم ، فمن باب ضيق الخناق أتوا بكلام غير مربوط بإثبات دعواهم على ما أخبر عن مقالتهم هو سبحانه بقوله (إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) فهذا القول إقرار واعتراف منهم بعجزهم عن إثبات دعواهم بحجة وبرهان. فلما عجزوا أرادوا أن يعجّزوا النبيّ (ص) وتابعيه فقالوا : لو كنتم صادقين فيما تدّعونه فادعوا ربّكم واسألوه أن يحيي آباءنا حتى يصدّقوكم في دعواكم فنؤمن لكم ونصدّقكم فيما أتيتنا به. وهذا سمّي حجة على زعمهم ، ولكنّه على فرض عدم إحياء النبيّ صلىاللهعليهوآله لآبائهم حالا ، فلا تثبت بذلك صحة دعواهم لأنّ عدم كون شيء في الحال لا يدل على عدم تحققه في المآل لأنه لا ملازمة بينهما. هذا أوّلا ، وثانيا لا يدل على بطلان قول النبيّ (ص) ودعواه الرّسالة ، فإن عدم حصول شيء حالا لا يستلزم امتناعه مطلقا. هذا مضافا إلى ما خاطب به الله نبيّه في مقام ردّه لهم وجوابه لمقالتهم.
٢٦ ـ (قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ ...) ثم إن الكفار كانوا يقبلون الحياة الأولى أي بعد الولادة ، والممات الأول أي الذي بعد تلك الحياة الأولى لأنهما مشهودان لكلّ أحد بحيث يعدّونهما من الواضحات التي يحسب منكرهما من المجانين ولكنّهم ينكرون الإعادة فالله تعالى يردّ مقالتهم