السخيفة ويثبت عليهم البعث والنشر ، بيان ذلك أنه تعالى بعد قبولهم لقدرته على الإحياء والإماتة ، ولو في المرة الأولى ، يريد أن يقول لهم : فكما أنكم تقبلون مرّة فيلزمكم الاعتراف والتّصديق بأنه قادر على الإعادة لأن من كان قادرا على هذه الحياة والإماتة فهو قادر على الإعادة بالأولى وإنّ الإعادة أهون عليه من الإبداء حيث إنّ الإبداء هو الإحياء والإيجاد من العدم المحض ومحض العدم ، بخلاف الإعادة فإنّها إيجاد المادّة الموجودة في الأرض ... فهو يجمعكم (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ) أي يجمعكم أحياء ويسوقكم الى يوم الحشر الذي لا شك في تحققه ووقوعه فإنه ثابت بالحجة والبرهان ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) لقلّة تفكّرهم وقصور نظرهم في ما يحسّونه ويشعرون. ثم إنه تعالى على سبيل تعميم القدرة بعد تخصيصها يقول :
* * *
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩))
٢٧ ـ (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ ...) أي هو الذي يملك السّماوات (وَالْأَرْضِ) وذكر السّماوات والأرض كناية عن بيان سلطانه على جميع المكوّنات العلويّة والسفليّة. فمن كان بهذا الاقتدار والسلطان فهو قادر على أمور فوق ما يتصوّر ، فكيف على الإعادة التي هي أسهل شيء عنده مع